الموسيقى و الخيال.
الموسيقى و الخيال
الموسيقى والخيال، جزء من قصة طويلة لم تصدر بعد..
بونجوغ، قالت باسمة، مدت إلي برنامج الحفل، مكتوب بالفرنسية، أغلب الحاضرين أجانب، المغاربة لا وقت لهم للفن أو لا يهتمون كثيرًا بالفن، يصعب الإهتمام بمثل هذه الأشياء عندما يكون لديك عائلة يجب إطعامها، شابة جميلة ترحب وتقدم بالفرنسية، ريمي يشرح لي ما تقوله بالإنجليزية، هو ضيف في بلادي، أنا الذي يجب أن أشرح له ما يقولونه، لكنهم يتحدثون بلغة بلاده، المغاربة ضيوف في بيوتهم.
شخص يعزف على الساكسوفون وأخر على البيانو، أسمع لموسيقاهم وأتأمل معمار دار الصويري، توجد نشوة المخدرات ونشوة الجنس وتوجد نشوة الموسيقى، هذه الأخيرة أشعر بها الأن، نغمات العازفان مرة حزينة ومرة سعيدة ومرة بدون شعور، تتغير ملامحهم مع كل نغمة، يبتسمون يحزنون، يغمضون عيونهم، يتحمسون…يبدون كأنهم يقولون قصة، في يوم ما سأتوقف عن كتابة القصة بالحروف، سأكتبها بالموسيقى.
إنتهى الحفل، دخلت لمكتبة داخل دار الصويري، الوطن حيث توجد الكتب، فقدت ريمي، أو هو فقدني، ربما دخل هو أيضًا لوطنه في غرفة ما، أمشي وسط المدينة بدون وجهة محددة، أقتل الوقت حتى السابعة مساءً حيث سيبدأ حفل الأوركسترا، المهرجان يحدث في أماكن مختلفة، لا أعرف مكان الأوركسترا، سأرجع لدار الصويري، ربما أجد أحدهم يرشدني إلى هناك، مغلق، لا أحد في دار الصويري، شابان يقرأن برنامج الحفل على الحائط :
- لو سمحتم، هل تعرفون مكان الأوركسترا ؟
- هاي ! نحن أيضًا نبحث عن المكان!
عجوز جالس على كرسي سمعنا :
- هل تبحثون عن المهرجان!
- نعم!
- إذهبا من هذا الإتجاه على بعد عشر أمتار.
شكرنا العجوز، قال الشابان :
- هل تصحبنا؟
- أكيد.
- أنا ستيفن وهذا ساندروا !
- أنا علي.
ما أحبه في السفر هو أني أستطيع أن أكون أي شخص أريده، أنا يونس مع ريمي، وعلي مع هذان الشابان، وعمر مع شخص أخر .
حوالي عشرون شخص فوق المنصة، يترأسهم مايستروا، موسيقاهم ستقول قصة بشخصيات كثيرة هذه المرة، المقاعد مظلمة، ضوء خافت على المنصة، يعزفون مقطوعة باخ.
ستيفن وضع يده على يد ساندروا، ساندروا وضع رأسه على كتف ستيفن، هاه! مثليين إذن، الضلمة…الموسيقى، الوضع مناسب للرومانسيات، الفرجة ستكون أكثر متعة بصحبة فتاة، لكني بخير مع خيالي، لاشيء أمتع من الموسيقى و الخيال.
Comments
Post a Comment
send a message comment