مراكش: ألوان
مراكش: ألوان
ليل مراكش عاهر ونهارها جشع…
أكتب هذه الحروف في شرفة مقهى بستي فاضة، أمامي جبال تتوسطها أشجار، ليلة البارحة، في مثل هذا الوقت، لم أكن اتوقع أني سأكون هنا، كلما شعرت بالانهيار، أجد نفسي في محطة ستيام وأركب أول حافلة متجهة لأي مكان، حافلة البارحة قادتني إلى مراكش، لم تكن وجهتي المفضلة لكن أردت الرحيل لأي مكان غير المكان الذي كنت فيه.
بمجرد وصولي تلاشى الإنهيار الذي قادني إلى هنا بإنهيار أخر، وصلت في الرابعة صباحًا، بسبب جشع سائقي الطاكسيات، قررت المشي من المحطة إلى الفندق، أربعون دقيقة من المشي، في مدينة أخرى لن أخاطر بالمشي في وقت متأخر من الليل، لكن مراكش لا تنام، ليلها كنهار مدينتي، سيارات في الشارع، شباب خارجون او داخلون لنوادي ليلية، البوليس في كل مكان… ليس هناك داعي للخوف…بينما أمشي توقف أحدهم بدراجة نارية، قال :
- إلى آين ؟
- لبرانكس!
- طلع نديك معايا.
يبدوا إنسان جيد في الثلاثينات من عمره، المغاربة مضيافون، وناس مراكش متعودون على ضيافة الأجانب، شكرته وركبت معه بدون تفكير، بعد دردشة عادية بيننا، سألني هل حجزت فندق، قلت لا، قال: من الصعب ان تجد شيء ما في هذا الوقت، قلت: لابأس، إن لم أجد سأجلس في مقهى حتى طلوع الشمس، قال: لا يمكن، ستذهب معي للمنزل حتى الصباح، اعتقدت أنه يحاول آن يكون لطيف فقط، شكرته وقلت : لا داعي لإزعاجك، لكنه أصر، بما آنه يبدو انسان جيد وهيئته محترمة قبلت وذهبت معه.
الإنسان كائن رائع أحيانًا…هكذا كان شعوري في البداية قبل آن يتحول الى وسواس…ماذا لو قادني بدراجته لمكان معزول حيث يتواجدون أصدقائه ويأخذون مني اشيائي…ماذا لو كان سكير وتتحول الليلة إلى قتال…الكثير من ماذا لو بداخل رأسي، حتى وصلنا لمنزله، فور هبوطه من دراجته عرفت آن إحدى أفكاري صحيحة...سكران…تفوح منه رائحة البيرة، ويفقد توازنه قليلًا…لابأس…إدا فعل شيء غبي، أستطيع آن أفقد وعيه بضربة واحدة.
دخلت شقته، شعرت بالاطمئنان عندما رأيت أحذية نساء وأطفال أمام غرفتين، هذا يعني آنه يسكن مع أسرة وأيضًا أصبح يهمس مما يعني آنه لا يريد ايقاض أسرته، أرشدني لغرفة، دخلنا... سرير واحد…بدأ يخلع ملابسه، ضننت آنه يريد خلع ملابسه وسينام في غرفة اخرى، لكنه استلقى وقال: رتاح…استلقي… لم أنام مع رجل في سرير واحد من قبل…ليكن..استلقيت أيضًا.
استلقيت على ضهري، لن أنام، يجب آن أبقى متيقض لاي شيء، انضر الى السقف وأنتضر الصباح، هو استلقى على جانبه الأيمن، ضهره تجاهي، بعد دقائق، دفع مؤخرته تجاهي، السرير كبير كفاية لينام كل واحد في جهة ومسافة بيننا، ابتعدت قليلًا، لكنه دفع مؤخرته مرة أخرى، حاولت ألا افكر كثيرًا، ربما نام ولم يشعر بذلك، تفقدت الساعة في هاتفي، الخامسة صباحًا، ليل طويل، الدقائق تمشي على البيض، يشخر، يعني نام، نسيت أمره وغرقت في التفكير…حتى وضع رجله بين رجلي ودفعني تجاهه، رجعت لمكاني، يكرر نفس الأمر بعد كل خمس او عشر دقائق، وأرجع لمكاني في كل مرة… الأمر وأضح الآن…
لم نتفوه بكلمة، يحاول أن يجعل الآمر كتصرف عفوي، أنتضر آن يفعل شيء أكثر جرأة كي أرحل وإن اضطرت سأبرحه ضربًا، طويت رجلي، وضع يده على حجري، أبعدتها، مسك يدي، دفعته ونهضت، تضاهر اني ايقضته من النوم وقال: هل كل شيء بخير، لم أتفوه بكلمة، ارتديت حذائي، أخدت أشيائي، نهض من مكانه، فتح باب الغرفة ثم باب الشقة، لم أنضر إليه ولم أقول آي شيء ، فتحت باب العمارة وغادرت.
الإنسان لم يعد يفاجئني، أتوقع الاسوء دائمًا، بعد خروجي أبلعت الأمر بسيجارة ومضيت.
هدوء هذه القرية جعلني أحلل ما حدث، أشعر بالاشمئزاز…لست ضد المثلية لكني ضد من تدفعهم غرائزهم إلى أفعال حيوانية.
كما هربت من مدينتي إلى مراكش سأهرب الان من مراكش الى مكان أخر…هناك بعض المشاعر لا تستطيع التعبير عنها إلا بلغة معينة، شعوري الان، أستطيع التعير عنه بالانجليزية فقط :
I Feel Like I wanna go home But I don’t know where home is .
-Unes
Comments
Post a Comment
send a message comment