لما لا نقول للحمار أنه حمار؟

 



لما لا نقول للحمار أنه حمار؟ 

لما نحن مسرفون في التهذيب لما لا نقول للحمار بكل بساطة آنه حمار؟

دوستويفسكي




أشاهد لقطة في مسلسل أجنبي ، عجوز جالس يحتسي قهوة ويشاهد التلفاز، لا يفعل آي شيء مهم عندما طرق أحدهم باب منزله، نهض من مكانه بتثاقل وفتح الباب، كان آحد أصدقائه ، سأله بتعجب :  سامي ! هل كل شيء بخير، رد الأخر :  نعم بخير، أسف ، أتيت بدون إنذار ، هل يمكنني الدخول، رد العجوز باعتذار قائلًا : في الحقيقة لا يمكنك الدخول، قضيت يوم متعب أحتاج لبعض الهدوء، كان يجب عليك الإتصال قبل المجيء، ربما يمكنك زيارتي في نهاية الأسبوع ، رد الأخر متفهمًا و اعتذر منه مرة أخرى وغادر…

أتذكر هذا المشهد في الثامنة صباح يوم الأحد ،  أيقضني المنبه في السابعة، لأتذكر آنه يوم الأحد ، أستطيع النوم إلى الظهيرة، عدت للنوم بكل فرح، أستيقظ مرة أخرى على دقات خفيفة على باب منزلنا، انها الثامنة صباحًا، الكل نائم، الكل متعب بعد أسبوع من الدراسة أو العمل، أضن أني الوحيد الذي سمع دقات الباب، مهما يكن هذا الشخص فأهميته ليست أهم من نومي إلى الظهيرة، لن أفتح . كلما إزداد انتضاره، كلما إزدادت حدة دقاته، وصلت الحدة جعلتني أفكر آنه صاحب المنزل، قادم بغضب بعد تاخرنا عن تسديد الإيجار ، لأتذكر آن المنزل ملكنا  .

 احدهم تخلى عن نومه ليرى من يطرق الباب هكذا في الثامنة صباحًا، في هذا الوقت، وبهذه الدقات، أكيد يريد شيء مهم، فتح الباب، ليعلوا صوت ممزوج بضحكات، قائلة: 

- فيقتكم؟

أكيد ليست جادة بسؤالها بعد كل تلك الدقات، انها إحدى أعضاء عائلتنا، قادمة من قرية ما.

هنا تذكرت مشهد الفيلم وأفكر، هل استطيع الخروج عندها،  وأرفض دخولها كما فعل العجوز مع صديقه، هل أستطيع ان أقول ، لا يمكنك زيارتنا بدون إتصال مسبق، وبالاخص في الثامنة صباح يوم الأحد ، لا أستطيع ان افعل او أقول اي شيء من هذا، لأن عاداتنا تمنعنا، تربيتنا تمنعنا، تمنعنا من قول الحقيقة و تدفعنا الى إخفاء الغضب وراء ابتسامة زائفة، فقط كي لا نبدو غير مهذبون رغم عدم إحترامهم لخصوصية وراحة الانسان، مازلت أسأل كما سأل دوستويفسكي" لما نحن مسرفون في التهذيب لما لا نقول للحمار بكل بساطة آنه حمار؟

Comments

Popular Posts